1- مفهوم الإيمان وشروطه
مفهوم الإيمان:
لغة: من الأمن والأمان والسلامة، وهو أيضا التصديق والوثوق. واصطلاحا: هو تصديق القلب بأصول العقائد والإقرار بها، مع توافق أقوال المؤمن وأفعاله مع ما يعتقده. أو هو تصديق بالجنان (أي بالقلب)، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان (أي بالجوارح) .شروط الإيمان :
- العلم المنافي للجهل لأن الله عز وجل يعبد بعلم لا بجهل، قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه}_[سورة محمد/ 19]
- التصديق الجازم بكل ما جاء في القرآن والسنة المنافي للتكذيب، قال الله تعالى {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر/33]
- الاتباع المنافي للابتداع، قال ابن مسعود رضي الله عنه «اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم كل ضلالة» [رواه الطبراني]
2-مفهوم الغيب ودلالة الإيمان به
الغيب:
لغة: هو كل ما غاب عن الحواس، واصطلاحا: هو ما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحدا إلا من ارتضى من رسله، قال الله تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) } [الجن/26-27]الغيب نوعان:
⇦غيب نسبي:وهو الذي يتيسر للإنسان إدراكه بالحواس بالإخبار أو بالتجربة فيصبح من عالم الشهادة.
⇦غيب مطلق: وهو ما استأثر الله بعلمه وأمرنا بالإيمان به مما لا يمكن للإنسان إدراكه، كعالم الجن والملائكة والدار الآخرة.
والمؤمن ملزم بالإيمان بالغيب بنوعيه: فالأول يدفعه الى الأخذ بالأسباب لإدراك الحقائق وبلوغ المقاصد. والثاني يجعله مطمئن النفس مستشعرا عظمة ربه متوكلا عليه ومستمدا العون والمدد منه سبحانه.
والإيمان بالغيب -بنوعيه- أمر ضروري لأنه يوسع محيط الإدراك عند الإنسان ويميزه عن الحيوان، ويحرر فكره من الاشتغال بقضايا غيبية ليتفرغ للمهمة الكبرى، مهمة الاستخلاف في الأرض وعمارتها.
3- أثر الإيمان بالغيب في التصور والسلوك
على مستوى التصور والوجدان
- الشعور بالتكريم الإلهي والشعور برقابة الله تعالى على جميع حركات الانسان وسكناته
- الشعور بالطمأنينة والأنس مما يدفع الإنسان الى الصبر بدل اليأس.
- إعطاء الحياة الدنيا معنى إيجابيا من خلال استشعار وحدة البشرية ووحدة خالقها...
على مستوى السلوك والممارسة
- الاستقامة على شرع الله تعالى بتنفيذ الأوامر واجتناب النواهي.
- التخلص من العجز والكسل وتحقيق الفاعلية في المجتمع.
- إعطاءالحياة قيمة سامية بفعل الخيرات ومساعدة الآخرين...
4- الإيمان بالغيب والقيم الإيجابية على المسلم:
- أن يتشبع بقيم الإيمان بكل الغيبيات التي أخبر الله تعالى بها في كتابه وأخبر بها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته.- أن يكون عضوا فاعلا في مجتمعه، آخذا بالأسباب البشرية والسنن الكونية الموصلة الى الهدف والمحققة للتقدم والتنمية.
- أن يعتبر هذه الفاعلية من أشرف العبادات التي يتقرب بها الى ربه الذي يثيبه عنها أجزل الثواب يوم القيامة، وهو جزء من الإيمان.